لمحات تأريخية
صفحة 1 من اصل 1
لمحات تأريخية
تأريخ القلم
أول ما خلق الله من الكائنات (القلم) ثم
(دواة الحبر) .. فقد جاء عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) يقولأول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة وذلك في
قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون)، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب ؟ قال:
ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة)، وعلى كوكب الأرض أيضا كان القلم في
مقدمة الاختراعات التي ابتكرها الإنسان، حتى قبل أن يبتكر الحروف ويتعلم
الكتابة.. ويعتقد أن أول قلم استعمله الإنسان هو (أصابعه) التي كان يغمسها
في دماء الحيوانات ويرسم بها على الصخور وجدران الكهوف.. وهذا القول ليس
فرضية أو رؤية بديهية بل حقيقة تؤكدها الرسومات الدموية المكتشفة في كهوف
الصحراء الكبرى وجنوب فرنسا وتعود لعصور قديمة جدا، ثم سرعان ما تعلم
الإنسان استعمال عيدان الخشب - وريش الطيور - كأقلام يغمسها في الأصباغ
المختلفة.. والمفارقة هنا أن القلم والحبر (والرسومات الجدارية) سبقت ظهور
الأبجديات واختراع الكتابة بوقت طويل.. فالقلم والحبر ظهرا كنتيجة بديهية
لوجود أصابع الإنسان ودماء الحيوانات - في حين لم تبتكر أول أبجدية كتابية
إلا عام (1400) قبل الميلاد (وتحديدا في مدينة أوغاريت الفينيقية في
لبنان).. ومن هذا التاريخ - الذي مضى عليه الآن (3470)عاماً - استمرت
الكتابة في التطور والتنوع في حين بقي القلم على حالته البدائية الأولى
(مجرد عود أو ريشة مستدقة الرأس)!، و... التطور النوعي المهم حدث في أيام
الخليفة المعز (مؤسس مدينة القاهرة) من غمس الريشة في دواة الحبر فأمر
بصنع قلم يضم بداخله (خزان حبر) يكتب لفترة طويلة دون الحاجة لإدخاله في
الدواة.. وقد جاء وصف هذا القلم الفريد في كتاب(المجالس والمسامرات)
للقاضي حنيفة النعمان حيث قال: (ذكر المعز القلم فقال نريد قلما يكتب بلا
استمداد من دواة بحيث يكون مداده من داخله متى شاء الإنسان كتب به ومتى
شاء تركه فارتفع المداد).. وبهذا الوصف يكون الخليفة المعز لدين الله
(المتوفى عام 365ه - 975م) هو صاحب الفضل في اخترع قلم الحبر السائل وليس
الأمريكي (لويس ووترمان) عام 1884كما هو شائع!! وكان قلم المعز - وقلم
ووترمان من بعده - يعتمدان على انسكاب الحبر على مجرى معدني نازل .. فحين
يُقلب القلم رأسا على عقب ينسكب الحبر (بفعل الجاذبية) باتجاه الرأس
المعدني ثم يعود إلى الخزان الداخلي حين يرفع عن الورق.. ولكن هذه الفكرة
يعيبها استمرار انسكاب الحبر (فيما لو نسي القلم مقلوبا أو في وضع أفقي)
في حين اعتبر الرأس المعدني خشنا بالنسبة للورق (وكثيرا ما كان يغرز في
صفحات الكتابة).
ولحل هذه المشكلة ابتكر الأمريكي جون لويد قلماً سائلا
أكثر نعومة وسلاسة يعتمد على وجود كرة معدنية (في رأسه) تتدحرج بحرية فوق
سطح الورق.. ورغم تطور القلم الكروي (وأقلام الحبر اللزجة) إلا أن الشركات
اليابانية أخذت على عاتقها تطوير (الجميع) منذ ستينات القرن الماضي، من
خلال أقلام تميزت بالرخص والجودة وعدم الحاجة لملئها مجددا!!... أما أطرف
موقف في تاريخ القلم، فهو إنفاق وكالة ناسا مبلغ (150) مليون دولار من أجل
ابتكار قلم سائل لا يتأثر بانعدام الجاذبية في الفضاء.. وفي المقابل حل
الروس هذه المعضلة بتزويد رواد الفضاء بأقلام رصاص لا تساوي (ربع ريال!!).
أول ما خلق الله من الكائنات (القلم) ثم
(دواة الحبر) .. فقد جاء عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) يقولأول ما خلق الله القلم ثم خلق النون وهي الدواة وذلك في
قوله تعالى (ن والقلم وما يسطرون)، ثم قال له: اكتب، قال: وما أكتب ؟ قال:
ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة)، وعلى كوكب الأرض أيضا كان القلم في
مقدمة الاختراعات التي ابتكرها الإنسان، حتى قبل أن يبتكر الحروف ويتعلم
الكتابة.. ويعتقد أن أول قلم استعمله الإنسان هو (أصابعه) التي كان يغمسها
في دماء الحيوانات ويرسم بها على الصخور وجدران الكهوف.. وهذا القول ليس
فرضية أو رؤية بديهية بل حقيقة تؤكدها الرسومات الدموية المكتشفة في كهوف
الصحراء الكبرى وجنوب فرنسا وتعود لعصور قديمة جدا، ثم سرعان ما تعلم
الإنسان استعمال عيدان الخشب - وريش الطيور - كأقلام يغمسها في الأصباغ
المختلفة.. والمفارقة هنا أن القلم والحبر (والرسومات الجدارية) سبقت ظهور
الأبجديات واختراع الكتابة بوقت طويل.. فالقلم والحبر ظهرا كنتيجة بديهية
لوجود أصابع الإنسان ودماء الحيوانات - في حين لم تبتكر أول أبجدية كتابية
إلا عام (1400) قبل الميلاد (وتحديدا في مدينة أوغاريت الفينيقية في
لبنان).. ومن هذا التاريخ - الذي مضى عليه الآن (3470)عاماً - استمرت
الكتابة في التطور والتنوع في حين بقي القلم على حالته البدائية الأولى
(مجرد عود أو ريشة مستدقة الرأس)!، و... التطور النوعي المهم حدث في أيام
الخليفة المعز (مؤسس مدينة القاهرة) من غمس الريشة في دواة الحبر فأمر
بصنع قلم يضم بداخله (خزان حبر) يكتب لفترة طويلة دون الحاجة لإدخاله في
الدواة.. وقد جاء وصف هذا القلم الفريد في كتاب(المجالس والمسامرات)
للقاضي حنيفة النعمان حيث قال: (ذكر المعز القلم فقال نريد قلما يكتب بلا
استمداد من دواة بحيث يكون مداده من داخله متى شاء الإنسان كتب به ومتى
شاء تركه فارتفع المداد).. وبهذا الوصف يكون الخليفة المعز لدين الله
(المتوفى عام 365ه - 975م) هو صاحب الفضل في اخترع قلم الحبر السائل وليس
الأمريكي (لويس ووترمان) عام 1884كما هو شائع!! وكان قلم المعز - وقلم
ووترمان من بعده - يعتمدان على انسكاب الحبر على مجرى معدني نازل .. فحين
يُقلب القلم رأسا على عقب ينسكب الحبر (بفعل الجاذبية) باتجاه الرأس
المعدني ثم يعود إلى الخزان الداخلي حين يرفع عن الورق.. ولكن هذه الفكرة
يعيبها استمرار انسكاب الحبر (فيما لو نسي القلم مقلوبا أو في وضع أفقي)
في حين اعتبر الرأس المعدني خشنا بالنسبة للورق (وكثيرا ما كان يغرز في
صفحات الكتابة).
ولحل هذه المشكلة ابتكر الأمريكي جون لويد قلماً سائلا
أكثر نعومة وسلاسة يعتمد على وجود كرة معدنية (في رأسه) تتدحرج بحرية فوق
سطح الورق.. ورغم تطور القلم الكروي (وأقلام الحبر اللزجة) إلا أن الشركات
اليابانية أخذت على عاتقها تطوير (الجميع) منذ ستينات القرن الماضي، من
خلال أقلام تميزت بالرخص والجودة وعدم الحاجة لملئها مجددا!!... أما أطرف
موقف في تاريخ القلم، فهو إنفاق وكالة ناسا مبلغ (150) مليون دولار من أجل
ابتكار قلم سائل لا يتأثر بانعدام الجاذبية في الفضاء.. وفي المقابل حل
الروس هذه المعضلة بتزويد رواد الفضاء بأقلام رصاص لا تساوي (ربع ريال!!).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى